بابتسامات عريضة والتلويح بالتحية وعلامة النصر لأنصارهم غادر علاء وجمال نجلا الرئيس المخلوع حسني مبارك قفص الاتهام مع والدهما في نهاية الجلسة الثانية من محاكمتهم بتهم قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير والفساد المالي، إثر إعلان رئيس الجلسة قرار وقف البث التلفزيوني للجلسات المقبلة، وحتى جلسة النطق بالأحكام الختامية مبررا ذلك بالحرص "على الصالح العام".
وكان المشهد العام للمتهمين الثلاثة في لحظة مغادرتهم قفص الاتهام مغايرة لحالتهم لحظة دخولهم، وطوال الجلسة، فعند دخوله بدا مبارك مسترخيا فيما يشبه حالة نعاس، وبعد ذلك بدت على وجهه علامات الضيق، وبدا أن جمال وعلاء تبادلا الأدوار في هذه الجلسة؛ خلافا لما كان الحال عليه في الجلسة الماضية، حيث كان جمال متوترا للغاية ويضم ذراعيه لصدره في أوقات كثيرة، في حين بدا علاء مسترخيا ومستريحا وهو يهندم ملابسه من حين لآخر، ويضع يده في جيبه، وشبح ابتسامة يعلو وجهه، وهو عكس حالهما في الجلسة الماضية.
وبمرور الوقت في الجلسة كان مشهد مبارك يتغير، من حالة الاسترخاء وما يشبه النعاس في البداية إلى فتح عينيه وتحريك رأسه من حين لآخر، وبدا في أشد حالات يقظته وفتح عينيه بشكل كامل في لحظة نطق قاضي الجلسة، المستشار أحمد رفعت، بقرار إعادة ضم قضيته ونجليه إلى قضية وزير داخليته حبيب العادلي وآخرين في نفس تهمة قتل المتظاهرين، وذلك بعد أن كان حكم بفصلهما في الجلسة الماضية.
ومع اقتراب نهاية الوقت تبادل علاء وجمال الابتسامة والحديث سويا، وفور نطق القاضي بقرار وقف بث الجلسات تلفزيونيا "حفاظا على الصالح العام" اكتسى وجهيهما بمشاعر النشوة والراحة، ولوحا بيديهما باتجاه خارج القفص بعلامات التحية، فيما رفع جمال إصبعين بعلامة النصر وهو يغادر القفص، ولم يتضح تماما لمن يلوحان، هل للقاضي أم لمحامي الدفاع، غير أن مراسل فضائية "أون تي في" في أكاديمية الشرطة ذكر أنهما كانا يلوحا لأنصار مبارك المتواجدين في القاعة.
وقالت مراسلة "الجزيرة مباشر مصر".. إن أنصار مبارك داخل القاعة فور قرار القاضي هتفا في وجه محامي المصابين وأسر الشهداء بأن مبارك ونجليه سيحصلان على البراءة "وهنقتل كل من أساء لهم واحد واحد"؛ فالتفت لهما علاء وجمال وحيوهما، ولوح جمال بعلامة النصر.
ولم يتضح رد فعل مبارك على قرار القاضي؛ حيث سارع ولداه ومرافقوه بإخراج السرير المتحرك الذي يرقد عليه إلى خارج القفص.
وكان من اللافت أن عددا من محامي المصابين وأسر الشهداء صفقوا ونهضوا من أماكنهم فرحا إثر سماع قرار وقف البث، لأسباب لم تتضح قانونيا في لحظتها.








